دعاء يونس في بطن الحوت

الدعاء هو وسيلة المؤمن للتواصل مع الله، وهو من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، ومن الأدعية التي لها مكانة خاصة هي الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، مثل دعاء النبي يونس -عليه السلام- وغيره من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم على لسان الأنبياء، فهذه الأدعية تحتوي على توحيد الله وطلب المغفرة والرحمة، ويستحب الإكثار منها.

دعاء يونس في بطن الحوت

يعد دعاء النبي يونس -عليه السلام- في بطن الحوت من الأدعية المشهورة التي وردت في القرآن الكريم، ويعرف بدعاء “ذو النون”، حيث قال الله تعالى في سورة الأنبياء: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا، فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ“، ومن الجدير بالذكر أن هذا الدعاء يعتبر من الأدعية المستجابة، وهو: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، إذ يستحب أن يكثر المسلم من هذا الدعاء خاصة في أوقات الشدة والضيق، لأنه دعاء مبدوء بالتوحيد، ثم يتوسطه التسبيح، وينتهي بالإقرار والاعتراف بالذنب، ولقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن دعاء ذي النون دعاء لا يدعو به مسلم في شيء إلا استجاب الله له.^[1]

لماذا قال يونس في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

قال النبي يونس -عليه السلام- دعاءه الشهير “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” وهو في بطن الحوت تعبيرًا عن توبته واعترافه بذنبه وتوحيده لله، وتنزيهه عن كل نقص، وهذا الدعاء يعبر عن عدة أمور مهمة كما يلي:

• التوحيد والتنزيه: بدأ يونس -عليه السلام- دعاءه بتوحيد الله وتنزيهه عن كل نقص، بقول “لا إله إلا أنت سبحانك”، هذا التوحيد يعكس إيمانه القوي وإخلاصه في العبادة، واعترافه بأن الله هو الإله الوحيد المستحق للعبادة.
• الاعتراف بالذنب: بقول “إني كنت من الظالمين”، اعترف يونس -عليه السلام- بذنبه وخطئه، فقد كان يونس قد ترك قومه دون إذن من الله؛ بسبب إحباطه من عدم استجابتهم لدعوته، ولذلك أقر بأنه كان من الظالمين بهذا التصرف.
• طلب المغفرة والرحمة: هذا الدعاء يظهر التوبة الصادقة والرجاء في رحمة الله ومغفرته، ومن خلال الاعتراف بالخطأ والتوحيد، أظهر يونس -عليه السلام- خضوعه واستسلامه الكامل لله، راجيًا النجاة والفرج من محنته.

ما سبب تسمية ذا النون

يلقب النبي يونس -عليه السلام- بــ”ذا النون” لأسباب متعلقة بقصته مع الحوت، ففي اللغة العربية “النون” هو الحوت، ويُشار إلى النبي يونس بلقب “ذا النون” بسبب القصة التي وردت في القرآن الكريم، حيث ابتلعه الحوت لفترة من الزمن، وهذه الحادثة تُعد من الأحداث البارزة في حياة يونس عليه السلام، وتُظهر أهمية التوبة والدعاء لله -سبحانه- وتعالى، حيث وردت القصة في عدة سور قرآنية منها سورة الصافات، والأنبياء، والقلم، وبسبب هذه الحادثة العظيمة، أصبح لقب “ذا النون” مرتبطًا بالنبي يونس كإشارة إلى هذا الجزء من قصته، وهو ما يميزها ويعطيها مغزى عميقًا في التعاليم الإسلامية.